Rabu, April 05, 2006

لا حق لليهود في القدس ولا في فلسطين


FAKTA SEJARAH:
YAHUDI TIADA HAK DI PALESTIN

Saya tertarik dengan satu isu yang dikemukakan oleh seorang penanya menerusi ruangan BANK FATWA dalam laman web Islamonline (Arabic) mengenai dakwaan kaum Yahudi bahawa Palestin adalah milik mereka. Menurut mereka sejarah mencatatkan bahawa suatu ketika dahulu Yahudi berkuasa ke atas Palestin sehinggalah ia 'dirampas' oleh umat Arab/Islam.

Dakwaan ini adalah palsu dan bagi menjelaskan secar lebih terperinci, berikut adalah jawapan yang diberikan berdasarkan kajian Profesor Dr Yusuf Al Qardhawi:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه القيم ( القدس قضية كل مسلم ) ـ باختصار وتصرف ـ: لليهود والصهاينة دعاوى عريضة، يَزعُمون بها أن لهم حقًا في القدس أو في فلسطين كلِّها، وهم يتبجَّحون بهذه الدعاوى، التي لا سند لها من الدين ولا من التاريخ، وإن أسندوها زورًا إلى الدين وإلى التاريخ.

لا حق لليهود في القدس ولا في فلسطين
ونؤكد هنا بما لا يَدع مجالاً للشكِّ: أن القدس عربية إسلامية، كما أن فلسطين كلّها عربية إسلامية، وليس لليهود فيها أي حقٍّ، حتى يسلبوها من أهلها، ويُحولوها إلى عاصمة لدولتهم القائمة على الاغتصاب والعدوان. إن اليهود يزعمون أن لهم حقًّا تاريخيًّا، وحقًّا دينيًّا في فلسطين، والواقع أنهم مُغتصِبون لأرض غيرهم، وليس لهم أدنى حقٍّ في هذه الأرض، لا من الناحية التاريخية، ولا من الناحية الدينية، كما سنُبيِّن ذلك فيما يلي: مناقشة عامة:

وقبل أن نَدخل في مناقشة الحقِّ المزعوم لليهود في فلسطين نَوَدُّ أن نسألهم: لماذا لم يَظهر هذا الحقَّ طوال القرون الماضية؟ بل لماذا لم يظهر عند ظهور الصهيونية السياسية المنظمة على يد (هرتزل)؟ فَمِنَ المعروف أن فلسطين لم تكن هي المرشَّحة لتكون الوطن القومي لليهود.

بل رُشحت عدة أقطار في أفريقيا وأمريكا الشمالية كذلك، ولم تَظهر فكرة فلسطين ـ باعتبارها أرض الميعاد ـ إلا بعد فترةٍ من الزمن. لقد حاول هرتزل الحصول على مكان في (مُوزمبيق) ثم في (الكنغو) البلجيكي، كذلك كان زملاؤه في إنشاء الحركة الصهيونية السياسية، فقد كان "ماكس نوردو" يلَقَّب بالإفريقي و"حاييم وايزمان" بالأوغندي، كما رُشِّحت (الأرجنتين) عام 1897 و (قبرص) عام 1901، و (سيناء) في 1902 ثم (أوغندا) مرَّة أخرى في 1903 بناء على اقتراح الحكومة البريطانية، وأُصيب هرتزل بخيبة أملٍ كبيرة؛ لأن اليهود في العالم لم تَرُقْ لهم فكرة دولة يهوديَّة سياسيَّة؛ سواء لأسباب أيديولوجية؛ أو لأنهم كانوا عديمي الرغبة في النزوح عن البلاد التي استقرُّوا فيها. بل إن مؤتمر الحاخامات الذي عُقد في مدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر أصدر بيانًا يقول: إن الرسالة الروحية التي يَحمِلها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة سياسية يهودية منفصلة!.

وإزاء هذا الموقف، فكَّر "هرتزل" في طريقة يُواجه بها هذا الوضع، وهداه تفكيره إلى أن يُحوِّل الموضوع إلى قضية دِينِيَّة يُلهِب بها عَواطِف جماهير اليهود.. ورأى أن فلسطين هي المكان الوحيد الذي يُناسِب هذه الدعوة الجديدة، ولليهود بفلسطين علائق تاريخيَّة، ولهم فيها مُقدَّسات دينية، وارتفعتْ رايةُ الدينِ على سَاريةِ المشروع والتَهبت العواطف، وانتصر رأي "هرتزل" وإن يكن بعد وفاته، فقد احتضن المُؤتمر اليهودي العالمي فكرةَ الوطنِ اليهودي في فلسطين عام 1905، بعد موته بسنة. دعوى الحقِّ التاريخي: من المعروف تاريخيًّا: أن أوَّل من بنى القُدس هم "اليَبُوسِيُّون" وهم قبيلة من قبائل العرب القدامى، نَزحت من شِبهِ الجزيرةِ العربيةِ مع الكنعانيين، وذلك منذ نحو ثلاثين قرنًا قبل الميلادِ، وكانت تُسمَّى "أورشالم" أو مدينة "شالم"، وهو إله اليَبُوسِيِّين، كما احتفظت باسمها الأول "يَبُوس" نسبة إلى القبيلة، وقد ورد ذكرُ هذا الاسم في التوراة.

وبعد ذلك سكن القدس وسكن فلسطين عامة: العرب الكنعانيون وغيرهم قرونًا وقرونًا، إلى أن جاءها إبراهيمُ عليه السلام مهاجرًا من وطنه الأصلي بالعراق، غريبًا وقد دخل فلسطين هو وزوجه سَارَّة، وعمره ـ كما تقول أسفار العهد القديم ـ (75) سنة.
ولَمَّا بلغ (100) سنةِ وُلِد له إسحاق (سفر التكوين: ف 12)، ومات إبراهيمُ وعمره (175) سنة، ولم يمتلك شبرًا من فلسطين، حتى إن زوجه سارَّة لَمَّا ماتت طلب من الفلسطينيين لها قبرًا (سفر التكوين: ف 23)، تُدفَن فيه. ولمَّا بلغ إسحاق (60) سنة وُلِد له يعقوب، ومات إسحاق وعمره (180) سنة، ولم يَملِك شبرًا أيضًا منها. ارتَحل يعقوب بذرِّيته بعد أبيه إلى مصر، ومات بها وعمره (147) سنة، وكان عَدد بنيه وأولادهم (70) نفسًا لَمَّا دخلها، وكان عمره (130) سنة (سفر التكوين: ف 46).
ومعنى هذا أن المُدَّة التي عاشها إبراهيمُ وابنهُ إسحاق، وحفيدهُ يعقوب في فلسطين: (230) سنة، وقد كانوا فيها غُرباء لا يَملكون من
أرضها ذراعًا ولا شبرًا.

وتقول التوراة: إن المدَّة التي عاشها بنو إسرائيل بمصرَ حتى أخرجهم موسى: (430) سنة (سفر التكوين: ف15
)، كانوا أيضًا غرباءَ لا يملكون شيئًا، كما تقول التوراة: إن المدَّة التي عاشها مُوسى وبنو إسرائيل في التِّيه بسيناء (40) سنة، أي أن العهد الذي صَدر إليهم من الله مَضى عليه حينذاك (700) سبعمائة سنة، وهم لا يَملكون في فلسطين شيئًا فلماذا لم يُحقِّق الله تعالى وعْده لهم؟؟

ومات موسى ولم يَدخُل أرض فلسطين، إنما دخل شرقي الأردن ومات بها(سفر الخروج: التثنية: ف3).

والذي دخلها بعده: يشوع (يوشع)، ومات بعد ما أباد أهلَها (كما تقول التوراة). وقسَّم الأرض على أسباطِ بني إسرائيل، ولم يَقم لبني إسرائيل مُلك ولا مملكة، وإنما قام بعده قُضاة حكموهم (200) سنة، ثم جاء بعد القُضاة حُكم الملوك: شاؤول وداود وسليمان، فحكموا (100) سنة، بل أقلّ، وهذه هي مُدَّة دولتهم، والفترة الذهبية لهم. وبعد سليمان انقسمت مَمْلكته بَيْنَ أولاده: يهوذا في أورشليم، وإسرائيل في شكيم (نابلس)، وكانت الحرب بينهما ضَروسًا لا تتوقَّف، حتى جاء الغزو البابليُّ فمحقهما مَحْقًا، دَمَّر الهيكل وأورشليم، وأَحرق التوراة وسبى كلَّ من بقي منهم حيًّا، كما هو معلومٌ من التاريخ..

ويعلِّقُ على ذلك الشيخ عبد المعز عبد الستار في كتابه (اقتربَ الوعدُ الحقُ بإسرائيل) قائلاً: فلو جَمعتَ كلَّ السنواتِ التي عاشوها في فلسطين غُزاة مُخربين، ما بلغت المدَّة التي قضاها الإنجليز في الهند أو الهولنديون في أندونيسيا! فلو كان لمثل هذه المدَّة حقّ تاريخي لكان للإنجليز والهولنديين أن يُطالِبوا به مثلهم! ولو كانت الأرض تُملك بطول الإقامة في زمن الغُربة، لكانَ الأوْلى بهم أن يُطالبوا بِمِلْكيَّة مصر التي عاشوا فيها (430) سنة بَدَلَ فلسطين التي عاش فيها إبراهيم وأولاده (200) سنة أو تَزيد قليلاً ودخلوها شَخْصَيْن وخرجوا (70) نفسًا!.

لكن هؤلاء اليهود لا يَدَّعُون الحقَّ في امتلاك أرضِ فلسطين وحدها، وإنما يَدَّعُون الحقَّ في امتلاك الكرة الأرضية كلِّها. الله تعالى يقول: (وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ) (الرحمن: 10)، أي لجميع الخلق، وهؤلاء يقولون: (حين قسَّم العليُّ الأمم وفرَّق بني آدم، وضع تخوم الأرض على عدد أسباط بني إسرائيل) (سفر التثنية: ف 32، أي فصلت الأرض على قَدِّهِم)! ويَقول كما جاء في سفر يشوع (ف1 وتثنية أيضًا): (كلّ موضع تدوسه بُطُون أقدامكم يكون لَكم)! فعلى مقتضى هذا المبدأ والقانون يكون من حقِّهم أن يُطالبوا بمصر وكلّ أرضٍ وَطِؤوها. بل في نكبة (5 يونيو 1967) سَأل مندوب الأسوشيتدبرس جنديًّا إسرائيليًّا: ما هي حدود دولة إسرائيل؟ فأجابه بكل صَلَف وغرور: (حيثُ أضعُ قدمي)، وضرب بحذائه الأرض (صحيفة الأخبار 10 يونيو 1967م). إن الحقَّ التاريخي الذي يَدَّعُونه ـ كما يقول الشيخ عبد المعز ـ خُرافة وصَلافة، فَهُم لن يُقيموا في فلسطين إلا غُرباء، كما تُصرِّح بذلك الأسفار، فهل للغريب أو عابر السبيل أن يدَّعي مِلكية الأرض التي أقلَّته، أو الشجرة التي أظلَّته؛ لأنه قال تَحتَها ساعة من نهار؟ على أنَّهم لم يُقيموا بها آمنين عاملين مُستثمرين، وإنما أقاموا في سلسلةٍ مُتَّصلةٍ من الغارات الدامية، والحروب الدائرة التي لم تَتوقف فيما بينهم بعضهم وبعض "يَهوذا وإسرائيل"، وفيما بينهم وبين الفلسطينيين.

وقد بَلغ عدد من قُتِلوا من الفلسطينيين مائتي ألف قتيل (كما هو ثابت في فصول القضاة)، وعدد من قَتلهم داود وَحْدَه بعد ذلك أكثر من (100) ألف قتيل (سفر الملوك: 2،3)! ـ حسب قول كتبهم ـ ثم دَهَاهُم الغزو البابلي فبدَّدهم. على أنهم لم يَكادوا يَنفكُّون من الغزو البابلي، حتى جاءهم الغزو الروماني فأباد خضراءهم ومزقهم كلَّ ممزّق، ثم جَاء الفتح الإسلامي وهم مشرَّدون في الأرض، مُحرَّم عليهم أن يُقيموا في أورشليم، حتى إن البِطْرِيَرْكَ صفرنيوس بطريرك القدس شَرط على أمير المؤمنين عمر وهو يُسلِّمه مفاتيح القدس: ألا يَسمح لليهود بدخول إيليا أو الإقامة فيها.

لقد دخلها العرب وهي خاليةٌ من اليهود، بعد ما طردهم الرومان، وأسلم أهلها، وبقى العرب فيها أكثر من ألف وأربعمائة عام، أفلا يكون لهم حقٌ تاريخي مثل اليهود؟ (انظر: اقترب الوعد الحقُّ يا إسرائيل" للشيخ عبد المعز عبد الستار ص 17 ـ 21، وكتاب: "هل لبني إسرائيل حقوق توراتية في فلسطين العربية؟" لمحمد أحمد أبو فارس، نشر مكتبة بيت الحكمة للإعلام والنشر والتوزيع) أ.هـ. مُناقَشة هادئة:
ونُضيف إلى هذه الحقائق مُناقَشة هادئة نُتمِّم بها إبطال دعوى الحقِّ التاريخي التي زَعم بها اليهود أن فَلسطين كلَّها كانت أرضُ الآباء والأجداد. يقول مؤلف (تاريخ اليهود):
"
والذي لا شكَّ فيه أن داود ـ الذي يقُال: إن مَمْلكة إسرائيل وصلت في عهده إلى أقصى درجات اتساعها ـ لم يتمكَّن من فرض سيطرته، لا على المنطقة بين النيل والفُرات، ولا على أرض كنعان وحدها، ولا حتى على منطقة شرق فلسطين الجبليّة، وعلى ذلك فإن الأدلَّة التاريخية تُؤكد أن أكبر رقعة استطاعت إسرائيلُ السيطرة عليها في أي وقت من الأوقات لم تكن في العُصور القديمة، وإنما في العصر الحديث، عند احتلالها مُجمَل أرض فلسطين ومرتفعات الجولان وجنوب لبنان وأرض سيناء، وكان ذلك للمرَّة الأولى (عام 1967م). فلم يكن لبني إسرائيل وجود ـ أيام داود ـ لا في أيِّ موقع بالساحل الفلسطيني، ولا في الجليل بشمال فلسطين، بخلاف موقع صغير عند تَلِّ القاضي، ولا في صَحراء النَقْبِ في الجنوب، وكان وجودهم عندئذ مُنحصِرًا في بعض المواقع الجبلية في المنطقة المُمتدَّة من دانٍ "تل القاضي" في الشمال إلى "بئر سبع" في الجنوب".

وسوف نرى كيف أن الكهنة الذين أعادوا صياغة كُتب "العهد القديم" وهم في بَابل خلال القرن السادس ق. م.، استعاروا من الكتابات المصرية قصة حروب تُحتمس الثالث، أعظم ملوك العالم القديم، لتكوين الإمبراطورية المصرية بين النيل والفرات ـ كما نَجدها مَنقوشة على جُدران مَعبد الكرنك ـ وأضافوها إلى رواية مَلكهم داود، بل حتى لم يُحاولوا مزج الجزء الذي استعاروه من المَصادر المصرية، وأدخلوه كما هو من دون تَعديلٍ كبير في وسط الرواية الرئيسية، فظهر واضحًا أنه لا علاقة له بباقي القصة، فنحن نجد داود بني إسرائيل ومعه جيشه المُكوَّن من (600) رجل يُحاولون في صراعٍ داخلي بين القبائل الإسرائيلية، أو مع الفلسطينيين، وفجأة نجد تفاصيل معركة كبيرة تَخوضها جُيوشٌ منظمة في مواقع مُحصَّنة عدة من أرض الهِلال الخَصيب، ولم يكن صدق الرواية التاريخية يُهمّ الكهنة في شيء وإنما كان هدفهم الرئيسي من ادعاء هذه الانتصارات الجبارة هو حثُّ بني إسرائيل على تَرك عبادة الأصنام والعودة إلى ديانة موسى، حتى يَنصُرهم ربُّهم على أعدائهم (انظر تاريخ اليهود لأحمد عثمان: 1 / 136 ، 137).

ولا بدَّ لنا أن نَذكر ـ ولو بإيجاز ـ ما صَنعه البابليُّون والرومان ببني إسرائيل، الذين سَلَّطهم القدَرُ عليهم لتأديبهم، جزاء إفسادهم وطُغيانهم بغير الحقِّ.

ففي عام (597ق . م) زحف الملك البابلي "نُبُوخَذْ نَصَّر" على أورشليم، وأَخَذَ معظم سُكَّانها أسرى إلى بابل ـ وبتحريض من مصر ثارت البقية من سُكَّان المدينة على سادتهم الجُدد، فقَدِم ملك بابل بنفسه وفَرض على أورشليم حصارًا استمرَّ عامين (588 ق . م)، واستسلمت المدينة على أثره ودُمِّرت، ولم يَترك البابليون فيها إلا الضُّعفاء، أما بقية أهلها فقد سِيقُوا في الأسر إلى نهر الفرات.

ومنذ ذلك الوقت ـ كما يقول الأستاذ محمد صُبيح ـ انتهى وجود اليهود في فلسطين كحكومة لها سُلطة وشَعب يَتبعها، وبقي لهم المعنى الديني، وهو أنهم شَعبة من القبائل، تَنتسب لإبراهيم الخليل، صلوات الله عليه. هذه هي خاتمة اليهود في أورشليم، أي فيما كان يُسمَّى مملكة إسرائيل التي أنشأها داود عليه السلام.. ثم انقسمت من بَعده إلى يهوذا، وإسرائيل.. وقد حَكم في أورشليم من بعد سليمان عشرون مَلِكًا حتى ابتداء السبْي البابلي، وذلك في الفترة من عام (930 ق . م) (وفاة سليمان) حتى عام (586 ق . م).

أما المَملَكة الشمالية، التي كان اسمها إسرائيل، وعاصمتها شكيم (نابلس)، فقد حَكَمَها الابن الثاني لسليمان الحكيم، أي عام (930 ق . م) وانتهى وجودها سريعًا. ففي عام (722 ق . م) أغارَ عليها سرجون الثاني ملك بابل، ودمَّر وجودها، ونقل جميع أهلها إلى شرق الفُرات، وأحلَّ محلَّهم سُكَّانا جُددًا من أبناء الرافدين. وكان عددُ مُلوك إسرائيل هذه تَسعة عشر ملِكًا، عاشوا في شَغَبٍ، ومخالفات خائبة مع الوثنيين لمُهاجمة أبناء عمومتهم في أورشليم. وإذا حسبنا عمر هاتين الدولتين، تكون أورشليم (يهوذا) قد عمَّرت (434) سنة بما فيها ملك شاول وداود وسليمان (وإسرائيل) عمَّرت (298) سنة فقط، منذ عهد شاول (1020 ق . م).

وكما نرى فإن سِيادة اليهود على قطعة مَحدودة من أرض فلسطين انتهت قبل مِيلاد المسيح عليه السلام بحوالي سِتة قرون، وبعد خَمسة وعشرين قرنًا بعض قرن، يُحاولون أن يُعيدوا هذا التاريخ السحيق مرَّة أخرى، وياله من تاريخ، ويالها من عودة!.

ونحن هنا نَتحدث عن "السيادة" على قِطعة من الأرض ونِهايتها. أما ختام الوجود اليهودي في فلسطين فقد تَأخَّر لبعض الوقت.. تأخَّر إلى عهد الرومان إلى عام (70 م) . حديث القرآن عن إفساد بني إسرائيل وعقوبتهم:
وقد تحدَّث القرآن الكريم عن هاتين النهايتين: تدمير سيادتهم بالأسْر البابلي، وإنهاء وجودهم بالسحْق الروماني وذلك في الآيات الكريمة:

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا).

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْدًا مِفْعُولاً).
(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا).

(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا).
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لَيَسُوءُوا وُجُوهَكُم وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا..) (الإسراء: 4 ـ 7).


محاولات الصهيونية الحديثة الضغط على الدولة العثمانية


ولكن الذي يَحفظه التاريخ جيدًا هو محاولات الصهيونية الضغط على الدولة العثمانية، وخصوصًا في فترات شيخوختها وضعفها، للسماح
لليهود بتملُّك أجزاء من فلسطين، ولا سيما في عصر السلطان عبد الحميد، الذي وقف مَوقفًا مُشرِّفًا يَحفظه التاريخ ويُسجِّله له بأحرف من نورٍ......

يقول صديقنا البحاثة: د. حسان حتحوت: أن اليهود عاشوا في فلسطين فترة محدودة من الزمن، ولكن التاريخ يُسجل: أنهم عندما دخلوها، لم يَجدوها فارغة، وعندما رحلوا عنها لم يتركوها فارغة! لقد كان فيها أهلها (الفلسطينيون المذكورون في التوراة). قبل اليهود، ومع اليهود، وبعد اليهود، وما زالوا حتى الآن. والحق التاريخي إذن لا يقوم على أساس، والأجدر أن يسمى (الزيف التاريخي) (انظر: كتاب "بهذا ألقى الله" للدكتور حتحوت ص 184). والله أعلم

Tiada ulasan: